أحواش وارزازات موروث فني عريق لامازيغ المغرب OUARZAZAT FOLK

 تتواجد مدينة ورزازات بالجنوب الشرقي للمغربي، نجد في الشمال مراكش ومن الشرق الراشدية، وفي الجنوب إقليم زاكورة، ومن الغرب اقليم طاطا،تتسم المنطقة بوجود وحدات تضاريسية يغلب عليها طابع الجفاف وتمتد خلالها سلسلة الاطلس الكبير ثم الاوسط  شمالا يعني من فج تيشكا الى ما يسمى بهضبة البحيرات.

 مصطلح ورزازات هو مصطلح ينقسم الى جزئين "وار"وتعني دون  ثم " زازات" تعني ضجيج، هكذا اختار سكان  المنطقة
أن يضعوا هذه التسمية على مدينتهم والتي تعني دون ضجيج. إلى جانب ذلك فورزازات شكلت طيلة تاريخها فضاء تمازج عدة مجموعات بشرية ذات أصول عرقية مختلفة. ويتفق المؤرخون على ان الامازيغ هم أول من استوطن المنطقة في مرحلة تاريخية متقدمة.

        اما مصطلح أحواش بجنوب المغرب فهو يدل على الرقص الجماعي بجميع أشكاله . وفي رأي بعض المهتمين فالمصطلح من الناحية الفنية لا يعني رقصة واحدة بل  يشمل رقصات متتالية ومتناسقة فيما بينها.

عن الزي الذي يرتديه النساء فنجد"البلغة المزوقة"، التكشيطة القفطان، "تطرّفتْ" وهي عبارة عن قطعة من الثوب ترتديها النساء فوق اللباس المذكور سابقا، ومجوهرات التزيين وتسمى" الدّواح" أي أقراط من الفضة، وعلى مستوى الرأس فيتم ارتداء القطيب وخيط يسمى بـ: "خيط الروح"، ثم على مستوى الصدر نجد "تِخلاّ لينْ"،هذه الاخيرة علاوة على وظيفتها الجمالية فهي تقوم بتتبيث "تطرّفتْ". هكذا نرى على انه لا يجب على الراقصة أن ترتدي سروالا طويلا حيث يحجب جمالية الحناء.

         بينما الرجال يرتدون ما يسمى بـ "الفراجية" وهو لباس داخلي، ثم "الجلابة" والبلغة والكل بلون أبيض كدليل على الصفاء والنقاء دون نسيان "الخنجر" وهو مايصطلح عليه بـ: "تكُمّيتْ" وتتجلى دلالته في الإستعداد الدائم للحرب والدفاع.

         الألات المستعملة في هذه الرقصة: نذكر "تَكنْزَة" وهي عبارة عن إطار خشبي مستدير مغطى قعره بجلد الخروف، ثم " الدّمْدومْ"وهو عبارة عن قطعة خشبية دارية وكبيرة الحجم تغطى من كلتا الواجهتين بجلد الماعز.

                من بين مميزات رقصة أحواش هاته التنظيم بهذف المحافظة على الإيقاع واظهار الإحترام إظافة إلى الزغاريد التي تقابل بها النساء غناء الرجال، أما الحركات الحاضرة بقوة في هاته الرقصة نجد "تمراكت" يعني الرقص بالأرجل عند الرجال أما النساء فنجد - تطابق الكفين معا دون التصفيق- والرقص بالكتفين.

         وهكذا فأحواش من أشهر فنون الرقص والغناء الذي يحضى لدى الأمازيغيين بالمغرب  باهتمام الكبار والصغار ذكورا وإناثا

وهو أقدم تعبير فني بمناطق جنوب المغرب، والذي يكتسي منزلة خاصة لكونه رقصة جماعية تجسّد الروابط الإنسانية، وتُمكّن من إيصال الرسائل التي يبعث بها الفنان في مجموعة أحواش إلى الحاضرين وعموم المهتمين.

فرجة ممتعة




 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بصيغة أخرى جمال الحنصالي مؤلف وأديب وتربوي وفنان بالفرقة الموسيقية إمديا...