حقوق الرواية المكتوبة

 ربما يكون المسلسل التلفزيوني قد أبطل مفعول المسلسل الروائي الذي أجاده كتّاب كثيرون من رجال الصحافة الأدباء، كانوا مبدعين في الكتابة حلقة بحلقة من القلم إلى المطبعة في الحال، على الورق الردئ المشجع على التدفق نتيجة لشعور الكاتب بأنه يستطيع تمزيقها دون أن يشطب سطرًا واحدًا، ولكن المسلسل التلفزيوني لم يستطع، ولن يستطيع في يوم من الأيام سحب الأرض من تحت أقدام الرواية المقروءة وإن كان باستطاعة المحترفين نهب الأعمال الروائية وإجراء بعض تعديلات تنكرية تزيفها لتبعدها - قانونيًا - عن الأصل المنتهب. وأي متابع يقظ يستطيع اكتشاف الأصول الروائية المنهوبة من أعمال أجنبية وعربية، وكل يوم يلجأ بعض الكتّاب إلى ساحات القضاء مطالبين بحقهم الأدبي والمادي من عصابات الاقتباس وسرقة الأفكار، ولكن إثبات ملكية العمل الروائي لايزال مسألة فنية معقدة، الأمر الذي قد يحبط الكثيرين من كتّاب الرواية مادامت جهودهم معرضة للسطـو بهـذه السهولة.
في هذا الموضوع اتجهت تأكيدات جورج ديهاميل عن ما أسفرت عنه التجربة التلفزيونية منذ قيامها إلى اليوم أي على امتداد ما يقرب من خمسة وسبعين عامًا ثبت خلالها للعالم كله أن العمل الأدبي كان وسيظل إلى أبد الآبدين أشرف وأنزه وأسمى غاية من العمل التلفزيوني الذي تأكد للعالم أنه لن يستقيم له شرف وسمو غاية بسبب إمكاناته الدعائية المذهلة التي اكتشفها وتملكها رجال المال.


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بصيغة أخرى جمال الحنصالي مؤلف وأديب وتربوي وفنان بالفرقة الموسيقية إمديا...