صوت البادية: القرية الفيتنامية بالمغرب

يعيش في المغرب مغاربة ذوو ملامح آسيوية، في قرية تسمى محليا بالقرية الفيتنامية، وقد دُشن في المغرب مؤخرا “باب الفيتنام”. فما قصتهم؟

أبعد نقطة عن سكان المغرب الأقصى هي الصين، إلا أنه في منطقةٍ تقع في وسط المغرب كلّ شيء يُذكّر بآسيا.
"قرية فيتنام" المغربية، تقع في منطقة غابات تشتهر بتجارة الخشب، مكانٌ تحيط به أشجار الـ "أوكالبتوس" من كلّ جهة ومنازل من القرميد تعود بالذاكرة إلى أفلام هوليوود عن الحرب الطاحنة التي خاضها الجيش الأميركي في فيتنام
في ليلة 15 يناير (كانون الثاني) 1972، وصل إلى القاعدة الجوية في مدينة القنيطرة المغربية نحو 70 محارباً مغربياً، رُفقة زوجاتهم الفيتناميات وأبنائهم، بعد أن قرّر ملك المغرب حينها الحسن الثاني، عودتهم مع أسرهم إلى المغرب وكان عددهم 85 أسرة. واقترح عليهم الملك الراحل إما توفير وظائف لهم في مُدنهم الأصلية، أو منحهم أراضي في هذه المنطقة في غرب المغرب
حسب كتاب "غبار إمبراطورية" للمؤلفة الفرنسية نيلكيا ديلانوي الصادر سنة 2003، يروي الكتاب عن الجنود المغاربة أنهم عملوا ضمن الجيش الفرنسي في فيتنام التي كانت تُسمى آنذاك "الهند الصينية"، وهؤلاء المغاربة هم: محمد الجلالي وبن طاهر وميلود وزوجاتهم الفيتناميات "تي آن" و"ونه" و"ماي"، وأولادهم الذين كانوا يحملون أسماءً فيتنامية وعربية. تقول الكاتبة التي عاشت في المغرب خلال حقبة الاحتلال الفرنسي: "ربما أردت من خلال مغامرة هؤلاء الرجال إعادة تركيب تاريخ ظلت فرنسا الاستعمارية تُهيمن عليه لفترةٍ طويلة، حَارمةً المؤرخين من إضاءةِ جوانبه المعتمة والغامضة، ولعل هؤلاء الجنود المغاربة الذين عاشوا ممزقين بين وطنهم وفيتنام التي أُرسِلوا إليها لقتال الوطنيين فيها والراغبين في حصول بلادهم على استقلالها، ساعدوني في الوصول إلى هدفي وتقديم صورة أخرى عن الحقبة الاستعمارية". في الحرب الفيتنامية لقي عدد من المغاربة حتفهم في ساحة المعارك، أما الناجون منهم فهناك من عاش ومات في فيتنام وغامر بانتمائه إلى قضية الهند الصينية أو "لاندوشين" كما يسميها المغاربة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بصيغة أخرى جمال الحنصالي مؤلف وأديب وتربوي وفنان بالفرقة الموسيقية إمديا...