محمد الحياني من ضي بهاك
بعد مرور أربع سنوات فقط على
التحاق محمد الحياني بالمعهد الوطني للموسيقى بالرباط، ثم انضمامه إلى كورال الجوق
الوطني، حيث خاض تجربة الأداء الفردي من خلال أغانيه الأولى التي قدمها له الملحن
وعازف الناي الراحل عبد الحميد بن براهيم، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف
الحياني، إلى أن جاءته هذه الأغنية التي كتبها الشاعر علي الصقلي، الذي اشتهر في
المجال الغنائي بكتابة هذه الأغنية مع أن له دواوين عديدة”.
وحين يتمعن المستمع في الطابع
العام للأغنية يجد حضورا واضحا لبلاغة الشعر العربي من خلال الصور والمعجم
والتركيب. إن الجملة الشعرية التالية “من ضي بهاك كحلت عيوني بالليل والنهار”
تبرز، مثل باقي الجمل الأخرى، هذا الطموح بالسمو بالزجل إلى مراقي الجمال، والطموح
الموازي بالنهوض بالأغنية الدينية على وجه التحديد حيث تضافرت الابتهالات المترنمة
بذكرى الله ورسوله الكريم مع مناخ عالم التصوف، حيث يستلهم ملامح التجربة الصوفيه
إذ يقف المتصوف على باب الله طالبا التوبة والشفاعة من ماضي العصيان في مقام أول
“عصيت الله ما كفاني وطلبت أنا من قديم/ ما لي حيلة غير فضلك نرجا والعاطي عظيم/
جيت نشفع يا الشافع في وتداوي سقيم”. ومعلنا تغنيه يا رسول الكريم في الذات
الإلهية في مقام ثان “غرامك في قلبي وشعلات فيه نار/ زينك وحدو بين عيني يضوي من
ضي الاقمار/ الحق حيا بين يديك وانشر علينا علامو”.
بذل الراشدي جهدا كبيرا في إعطاء
الكلمات ما تستحقه من عناية جعلت الأغنية تتردد على كل الشفاه، فقليلة هي الحالات
التي تشتهر فيها الأغنية الدينية.
تعليقات
إرسال تعليق